vendredi 21 août 2009

الحياة الاجتماعية الإسلامية ج 17






السِّحـــاق و المساحقات

السّحاق و السُّحق و التساحق،هو أن تأتي المرأة امرأة أخرى فتساحقها أي تنكحها. فالناكحة في هذه الحال مساحِقة و يدعونها السّحّاقة كصيغة مبالغة من سحق يسحق، و أما المنكوحة المفعول بها، فيسمونها السِّحاقية.والفعل من هذا الأمر هو السِّحاق، مصدر سحق يسحق سحقا و سحاقا و سحوقا.

فالسّحّاقة الناكحة ، بعد أن تنام السِّحاقية المنكوحة على ظهرها ، و ترفعَ فخذها الواحد و ساقها، و تضمَّ الآخر ، و تُفرجَ عن فرجها؛ تأتي فتحتضن الفخذ المرفوع ، و تضع أحد شفريها على شفري المنكوحة ، و تحكّ ذاهبة و جائية في طول البدن ، سفلا و علوا و لذلك يقول التيفاشي يشبهونه بسحق الزعفران ، لأن الزعفران كذلك يسحق على هذا المنال.

و عليه فالاسم، كما ترى ، عربي ؛ و الفعل عربي؛ و البيئة عربية ؛ و بالتالي فالدّاء عربي , فلا مدعاة بعده ، لرمي اللوم و الاتهامات في هذا الفجور على العلمانية و الإلحاد . فربّكم يقول : يأيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبإ قتبينوا. و أنتم ما تبيّنتم! و لا أنتم تريدون أن تتبينوا. فما دام الاسم السّحاق اسما عربيا، ذو جذور جدّ عربية ، فهذا يعني أنّ الظاهرة ،ظاهرةَ الشذوذ هذه ، كانت تشغل حيّزا مهما في الواقع الاجتماعي العربي .لذا فازت لها باسم عربي أصيل . وليست كالسندس و الأباريق و الإستبرق الوافدة على البيئة العربية ،فهذه لم تعط أسماء عربية بل احتفظ لها بأسمائها الأصلية.

و لسنا ننكر أن الإسلام قد منع هذه الظاهرة ، إلا أنه لم يستطع لها علاجا ، لأنه من عجزه اعتبرها جريمة ، رغم أنه وضع لها حدودا مخفّفة لا تتجاوز الحبس في البيوت (دواء أقبح من الدّاء) شرط توفّر أربعة شهداء كما في الزنا ، باعتباره نكاحا دون إيلاج.،و هذا ما يجعل الحدود في كلتي الحالتين لا تقام أبدا.

تقول الآية الخامسة عشر من النساء

و اللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهنّ أربعة منكم، فإن شهدوا فأمسكوهنّ في البيوت حتّى يتوفّاهنّ الموت ، أو يجعل الله لهنّ سبيلا

و هذا يشير فيما يشير إليه ، إلى أن السّحاق كان معروفا، عند الأرستقراطية العربية على الأقلّ، إلاّ أنه ما لبث أن استفحل أمره ، و شاع إلى درجة إشهاره و التفاخر به في العصور الإسلامية الموالية

فيقال أن هند ابنة النعمان بن المنذر كانت قد أحبّت زرقاء اليمامة و ساحقتها في قصور المناذرة قبل الإسلام ، محرزة قصب السبق في هذا المضمار

إلا أنه، و بعد ظهور الإسلام ، أصبح لهذا الفنّ صنّاع و نجوم و مشايخ و علماء . فغدا السّحاق أدبا و فنّا و صناعة راقية لا يأتيها إلا ألباء العصور.فحفلت الدواوين و كتب الأطباء و الحكماء و أسفار الفقهاء و مشايخ الإسلام بالمحاضرات في شأنه ، و دراسات أنواعه و ضروبه و أسبابه و مسبباته

حكي عن ابن ماسويه أنه قال

قرأت في الكتب القديمة أنّ السّحق يتولّد من تغذي المرضعة الكرفس و الجرجير و الحندقوق ، فإنها إذا أكثرت منه و أرضعت ، صار عاديةُ (أي ضرر) ذلك إلى شفري المولودة. فتتولّد هناك الحكّة ، و هذا الدّاء هو بغاء النساء،لأنه حكة تعرض في شرج الرجل. و يضيف ، قائلا: و ربما كان السّحاق عادة من الولع باستعمال الجواري لذلك في صغرهنّ ، حتى يبلغن عليه ، فيبقين يشتهينه ،( و كأن الحرائر لا يتساحقن). كما أن البغاء أيضا يكون في مثل هذا الحال ، و ما كان من السّحاق تولّد فهو سريع الزوال سهل الانتقال، و ما كان خلقة فهو عَسِرُ البُرْءِ و بعيد القبول للعلاج.

هذا مثال للمحاولات البئيسة لأهل العلم المسلمين لمعرفة هذا الدّاء و الإلمام به ، على أنّ هناك أقوالا أكثر موضوعية و معقولية في هذا الباب

فالتيفاشي يحكي عن بعض حكماء عصره أن السحق أو السّحاق شهوة طبيعية ، تكون بين الشفرين منعكسة كالدمل المتقلب ، تتولد منه بخارات تتكاثف فتتولّد حرارة و حكّة في أصول شعر الشُّفرين، فلا ينحل و لا يبرد إلا بالدلك و الإنزال عليها من امرأة أخرى. فإذا كان ذلك بردت تلك الحكّة و انطفأت ، لأنّ ماء المرأة ، الذي يكون من السحق،بارد. و الذي يخرج من الرجل حارّ، فلهذا لا تنتفع إلا بماء المرأة الذي لا يخرج إلا بالسحق.

و يضيف شيخنا

و اعلم أنّ هذا الأمر مبنيّ عند أربابه على الظرف، و بهذا الاسم يسمّون ، يعني أنهنّ يسمّين أنفسهنّ : الظراف. فإذا قلن فلانة ظريفة عُلم بينهنّ أنها سحّاقة. و هنّ يتعاشقن كما يتعاشق الرجال، بل أشدّ. و تنفق إحداهنّ على الأخرى كما ينفق الرجل على عشيقته ، بل أكثر أضعافا مضاعفة حتى يبلغن فيه، على الإنفاق ، الألوف و المئين.

ثمّ يستطرد قائلا

و لقد شاهدت امرأة منهن بالمغرب ، كان لها مال كثير و عقار واسع،فأنفقت على عشيقتها المال الناضر. فلمّا فرغ و أكثر الناس عليها من العتب و الملامة ، سوّغت لها جميع العقار فحصلت على نحو خمسة آلاف دينار

و من أشهر عظيمات السّحاق في الإسلام، حبّى المدنيّة. لقد كانت من أكبر السّحّاقات. حكيّ عنها أنها قالت لابنتها: عليك بصحة الشخير عند الرهز ، و اعلمي أني نخرت بالبادية نخرة أجفلت منها جمال عثمان بن عفّان ، رضي الله عنه ، فلم تجتمع إلى الآن.

أمّا وردة السحّاقة فهذه كانت أبرع متكلمة في السّحاق و فنونه و آدابه

تقول وردة السّحّاقة:

نحن معاشر السّحّاقات تُجمَع الواحدة منّا مع الناعمة البيضاء، الغنجة،الغضّة، البضّة الثيب كأنها قضيب الخيزران ، بثغر كالأقحوان، و ذوائب كالأرنباني ( الأرنبان هو القزّ الأدكن) ، وخدّ كشقائق النعمان و تفاح لبنان، و ثدي كالرّمّان،و بطن بأربعة أعكان، ( العكن هو الثنية الواحدة من جلد البطن) ، و كسّ كامن فيه النيران، بشفرين أغلظ من شفتي بقرة بني إسرائيل، و حدبة كأنها سنام ناقة ثمود ، و وطأ كأنه آلية كبش إسماعيل ، في لون العاج ، و لين الديباج، محلوق مخلّق ( متطيب بطيب يسمونه الخلوق و يستخلصون أكثر عناصره من الزعفران)، مضمّخ بالمسك و الزعفران ، كأنه كسرى أنو شروان وسط الإيوان، بالأصداغ المزرفنة ( المخرّصة في شكل حلقات صغيرة و ألأصداغ هي خصلات الشعر) . و النحور المزينة بالدّرّ و الياقوت و الغلائل اليمنية و المعاجر المصرية ( أثواب تشد على رؤوس النساء و مفردها مِعجر). فنخلوا بهنّ بمعاتبات شجية ، و نغمة عدنية ، و جفون ساحرة ، سالبة أتامور القلب، ثمّ إذا تطابقنا بالصدور على الصدور ، و انضمت النحور على النحور، و تراكبت الشفران على الشفرين، و اختلج كلّ منهما على الآخر، حتى إذا تعالت الأنفاس ، و تشاغلت الحواسّ ، و ارتفعت الحرارة عن الرأس ، و بطل عند ذلك كلّ قياس، نظرت إلى الحركات الحسّيّة و الضمائر الوهميّة، و الصنائع الغريزية ، و الأخلاق العشقية ، بين مصّ و قرص ، و رهز و نهز ، و شهيق و خفيق ، و شخير و خرير ، و نخير لو سمعه أهل ملطية لصاحوا: النفير! مع رفع و وضع ، و غمز و لمز ، و ضمّ و شمّ و التزام، و قُبَل و طيْب عمل ،و انقلاب حرف من غير قلق.

كلّ ذلك بأدب ملوكيّ، و أنين زاكي، حتى إذا حان الفراغ ، و خفّ المصاغ ، شممتَ كنسيم الأنوار في آذار،و روائح الرّاح في حانوت خمّار، و نظرتَ إلى اهتزاز غصن البان من الأمطار. فلو نظرت الفلاسفة إلى ما نحن فيه لحاروا ، و أرباب اللهو و الطرب لطاروا..

و ما دامت الابتسامة قد علت صفحة وجه قارئنا المحترم ، فإني سأكون أسعد لو قبل صحبني إلى قرافات مصر حيث يحكي التيفاشي عن بعض الأدباء بدمشق أنه قال:


أخبرني قاضي من قضاة المصريين و أكابر أهلها المتصدرين ،قال:

خرجت ذات ليلة إلى القرافة ، و هذا الموضع هو مقبرة أهل الديار المصرية و فيه يجتمعون مع صديقاتهم من النساء لأنه موضع الجبّانات ، تجتمع إليه النساء في كلّ أسبوع فلا يحرج عليهن في ملازمته و المبيت فيه ، و مبني فيه مساكن يُنفق عليها نفقات صالحة.

قال: فاتفق أن خرجت من منزلي بنيّة المبيت فيه مع أهلي و قدمت الفراش بما احتاج إليه من فرش و طعام و علف الدّابة و غير ذلك. و غلقت باب داري و تقدّم الغلام بمصباحه و سرت وحدي راكبا على بغل و قد ضاق الوقت ، فوصلت إلى القرافة بعد المغرب عند اختلاط الظلام. فبينما أنا أسير بين الجبّانات في موضع منقطع بطرف من أطراف القرافة حتى سمعت في تربة من التّرَب شخيرا و نخيرا و شهيقا يسلب العقول و يأخذ بمجامع القلوب، لم أسمع قط بمثله و لا ظننت أن أحدا يفعله.، بحركات موزونة و نغمات مطبوعة و ألفاظ مسجوعة ينسى لها نغمات الأوتار و تستخفي لديها ريّات المزمار.

فسقت دابّتي إلى حائط التربة ثم تطاولت و أشرفت و إذا بامرأتين، السفلى جارية تركيّة تُخجل البدر كمالا و الغصن اعتدالا ، بيضاء غضة، ناهد. و عليها امرأة نصيفة بدينة ، حسنة ، نظيفة الزيّ، شكلة، إلا أنها ليست كالسفلى ، و هي تساحقها و تطارحها ذلك الكلام. و السفلى تجيبها جواب مقصّر كأنها متعلمة لها.

فلما رأيت ذلك لم أتمالك أن صرخت عليهما و قلت: قوما لعنكما الله، و سقت نحو باب التربة بنيّة أن أقفل عليهما ثمّ أستدعي بعض المارين يؤدبهما. فلما صرت عند الباب قامت العليا و همّت السفلى بالقيام فقالت لها

مكانك كما أنت

فبقيت مستلقية على ظهرها ثمّ كشفت عن بطنها و سرّتها و صدرها ثوبا أزرق كان عليها، فبان لها صدر كالمرمر و نهدان كالرمانتين و بطن كأنه عرمة ثلج فيه سرّة كمُدهن بلور إلى حر راب ، أبيض ، مشرّب بحمرة لم أشاهد قط عظمه و لا نقاه، ثم قالت لي :

ويحك يا وحش يا ثقيل ، رأيت قطّ مثل هذا؟

فقلت لها

لا والله

فقالت لي

فدونك غنيمة نادرة هيأها الله لك ، و انصرف بحال سبيلك

قال القاضي

فلما شاهدت ذلك و سمعته سلب مني العقل و الدين و لم أملك نفسي، فقلت لها:

ويحك معي هذا البغل. قالت : فأنا أمسكه

قال : فنزلت ، و يشهد الله أني خالفت سجيّتي في ذلك ، ثم دفعت لها عنان البغل و السوط و دخلت التربة ، فحللت عقَد الرايات و ألقيتها على ساقي ثمّ حللت السراويل و ألقيت طرف الطيلسان من وراء كتفي و أدخلت يدي فشلت ذيولي و قربت من الجارية فانحنيت عليها ، و عندما أفضيت برأس ذكري إلى شفري فرجها و وجدت نعومته و حرارته لم أشعر إلا بحوافر البغل غاديا و المرأة تصرخ و تقول: أفلت البغل .، فقمت و أنا واله العقل و خرجت فإذا البغل غاد بين الجبّانات في اختلاط الظلام ، لا أعلم أن غاب عن بصري حيث ذهب .فعدوت وراءه و أنا على تلك الحالة ، منعظ الذكر ، محلول السراويل ، ملقى الرايات على وجوه أقدامي ، مختلّ الطيلسان ، أقوم مرة و أقع أخرى.

و بقي البغل غاديا و أنا غاد وراءه.و إن الملعونة لمّا أفلتته ضربته بالسوط في خاصرته فصار البغل يدنو و يرمح من يدنو منه. فلما ذهبت خلفه و أنا على حالة لو صوّرت في ورقة لكان شكلها يضحك الثكلان و يستوقف العجلان ، فكيف و ذلك حقيقة:

و اتفق أن البغل قد جاوز وقت عليقه ، و كان أهدى لطريق المدينة من القطاة، فلم يزل يعدو و أنا أعدو خلفه لئلا يفوتني شخصه فيذهب عنّي في الظلام أو يلقاه أحد فيركبه، فلا أبصر إلا الغبار. و لقيت الناس فرأوني على تلك الحالة ، يخاطبوني فلا أعقل ، و أكبر ذلك ما تمّ عليّ من تلاهي المرأة الفاجرة. و كنت عندما عدوت وراء البغل سمعت ضحكها ورائي و هي تصرخ بي و تقول:

ارجع يا قاضي ، تعال ! أين أنت رائح؟

و الأخرى تضحك و أنا ذاهب على وجهي

فلم يقف البغل حتى وضع رأسه في باب الدار . و قد لقيني خلق كثير على تلك الصورة، منهم من يعرفني و منهم من لا يعرفني.

فما رأيك سيدي القارئ في ما يرمون به العلمانية و الإلحاد من فجور و بغاء؟

و هل ما أضحكك الآن فجور أم هو الورع و التقوى ؟

ثمّ، سيدي أعزك رب هؤلاء المسلمين ، هل كانت هؤلاء النسوة اللواتي تناولتهن بالحديث علمانيات فاجرات أو ملحدات متبرجات ؟؟؟؟ أم تُراهنّ كنّ مسلمات فاجرات متبرجات و متخذات خليلات و أخذانا؟؟؟.

عجبي من أولئك الذين يصعدون أعواد المنابر و يتصدرون صور القنوات ،فيسفهون المجتمعات المسلمة و يرمون الناس بالجهل متناسين أنهم أولا أفراد من تلك المجتمعات السفيهة الجاهلة، و أنهم ثانيا المسؤولون الرئيسيون على كل يعتري تلك المجتمعات من مظاهر التخلف و البطالة و الجهالة و ينسون ، ثالثا، أن إسلامهم هو أسّ الفساد في الأرض و شريعته.

لقد استطاعت العلمانية بمدارسها و مدنيتها أن تنجح في تنقية المجتمعات المسلمة من كثير من الشوائب الإسلامية مثل السحاق ، الذي أصبح اليوم منحصرا في المنازل و البيوتات المتدينة و المتزمتة

أبو قثم

samedi 15 août 2009

فقـــــــه الأدبــــــار


فقه أدبار النّساء




نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (البقرة 223).

‏حدثنا ‏ ‏إسحاق ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏النضر بن شميل ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏ابن عون ‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏قال كان ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏‏إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه فأخذت عليه يوما فقرأ سورة ‏ ‏البقرة ‏ ‏حتى انتهى إلى مكان قال تدري فيم أنزلت قلت لا قال أنزلت في كذا وكذا ثم مضى.
‏وعن ‏ ‏عبد الصمد ‏ ‏حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏حدثني ‏ ‏أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر فأتوا حرثكم أنى شئتم
‏قال يأتيها في ‏ ‏رواه ‏ ‏محمد بن يحيى بن سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد الله ‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر

صحبح البخاري .. كتاب تفسير القرآن .. باب ‏نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم‏

وبين أن حديث ابن عمر في إتيان المرأة في دبرها . ‏‏قوله : ( رواه محمد بن يحيى بن سعيد ) ‏أي القطان ‏( عن أبيه عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ) ‏‏هكذا أعاد الضمير على الذي قبله , والذي قبله قد اختصره كما ترى , فأما الرواية الأولى وهي رواية ابن عون فقد أخرجها إسحاق بن راهويه في مسنده وفي تفسيره بالإسناد المذكور , وقال بدل قوله حتى انتهى إلى مكان " حتى انتهى إلى قوله نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم " فقال : أتدرون فيما أنزلت هذه الآية ؟ قلت لا . قال : نزلت في إتيان النساء في أدبارهن . وهكذا أورده ابن جرير من طريق إسماعيل بن علية عن ابن عون مثله , ومن طريق إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي عن ابن عون نحوه , أخرجه أبو عبيدة في " فضائل القرآن " عن معاذ عن ابن عون فأبهمه فقال في كذا وكذا . وأما رواية عبد الصمد فأخرجها ابن جرير في التفسير عن أبي قلابة الرقاشي عن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي فذكره بلفظ يأتيها في الدبر , وهو يؤيد قول ابن العربي ويرد قول الحميدي . وهذا الذي استعمله البخاري نوع من أنواع البديع يسمى الاكتفاء , ولا بد له من نكتة يحسن بسببها استعماله . وأما رواية محمد بن يحيى بن سعيد القطان فوصلها الطبراني في " الأوسط " من طريق أبي بكر الأعين عن محمد بن يحيى المذكور بالسند المذكور إلى ابن عمر قال " إنما نزلت على رسول " الله صلى الله عليه وسلم ( نساؤكم حرث لكم ) رخصة في إتيان الدبر , قال الطبراني : لم يروه عن عبد الله ابن عمر إلا يحيى بن سعيد , تفرد به ابنه محمد , كذا قال , ولم يتفرد به يحيى ابن سعيد فقد رواه عبد العزيز الدراوردي عن عبيد الله بن عمر أيضا كما سأذكره بعد , وقد روي هذا الحديث عن نافع أيضا جماعة غير ما ذكرنا ورواياتهم بذلك ثابتة عند ابن مردويه في تفسيره وفي " فوائد الأصبهانين لأبي الشيخ " و " تاريخ نيسابور للحاكم " و " غرائب مالك للدارقطني " وغيرها . وقد عاب الإسماعيلي صنيع البخاري فقال : جميع ما أخرج عن ابن عمر مبهم لا فائدة فيه , وقد رويناه عن عبد العزيز - يعني الدراوردي - عن مالك وعبيد الله بن عمر وابن أبي ذئب ثلاثتهم عن نافع بالتفسير , وعن مالك من عدة أوجه ا ه . كلامه . ورواية الدراوردي المذكورة قد أخرجها الدارقطني في " غرائب مالك " من طريقه عن الثلاثة عن نافع نحو رواية ابن عون عنه ولفظه " نزلت في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها , فأعظم الناس في ذلك فنزلت . قال فقلت له من دبرها في قبلها , فقال : لا إلا في دبرها " . وتابع نافعا في ذلك على زيد بن أسلم عن ابن عمر وروايته عند النسائي بإسناد صحيح . وتكلم الأزدي في بعض رواته ورد عليه ابن عبد البر فأصاب قال : ورواية ابن عمر لهذا المعنى صحيحة مشهورة من رواية نافع عنه بغير نكير أن يرويها عنه زيد بن أسلم . قلت : وقد رواه عن عبد الله بن عمر أيضا ابنه عبد الله أخرجه النسائي أيضا وسعيد بن يسار وسالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مثل ما قال نافع , وروايتهما عنه عند النسائي وابن جرير ولفظه " عن عبد الرحمن بن القاسم قلت لمالك : إن ناسا يروون عن سالم : كذب العبد على أبي , فقال مالك : أشهد على زيد بن رومان أنه أخبرني عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مثل ما قال نافع , فقلت له : إن الحارث بن يعقوب يروي عن سعيد بن يسار عن ابن عمر أنه قال أف , أويقول ذلك مسلم ؟ فقال مالك : أشهد على ربيعة لأخبرني عن سعيد بن يسار عن ابن عمر مثل ما قال نافع , وأخرجه الدارقطني من طريق عبد الرحمن بن القاسم عن مالك وقال : هذا محفوظ عن مالك صحيح ا ه . وروى الخطيب في " الرواة عن مالك " من طريق إسرائيل بن روح قال : سألت مالكا عن ذلك فقال : ما أنتم قوم عرب ؟ هل يكون الحرث إلا موضع الزرع ؟ وعلى هذه القصة اعتمد المتأخرون من المالكية , فلعل مالكا رجع عن قوله الأول , أو كان يرى أن العمل على خلاف حديث ابن عمر فلم يعمل به , وإن كانت الرواية فيه صحيحة على قاعدته . ولم ينفرد ابن عمر بسبب هذا النزول , فقد أخرج أبو يعلى وابن مردويه وابن جرير والطحاوي من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري " أن رجلا أصاب امرأته في دبرها , فأنكر الناس ذلك عليه وقالوا : نعيرها , فأنزل الله عز وجل هذه الآية " وعلقه النسائي عن هشام بن سعيد عن زيد , وهذا السبب في نزول هذه الآية مشهور , وكأن حديث أبي سعيد لم يبلغ ابن عباس وبلغه حديث ابن عمر فوهمه فيه , فروى أبو داود من طريق مجاهد عن ابن عباس قال : " إن ابن عمر وهم والله يغفر له , إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب فكانوا يأخذون بكثير من فعلهم , وكان أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف , وذلك أستر ما تكون المرأة , فأخذ ذلك الأنصار عنهم , وكان هذا الحي من قريش يتلذذون بنسائهم مقبلات ومدبرات ومستلقيات , فتزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار فذهب يفعل فيها ذلك فامتنعت , فسرى أمرهما حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأنزل الله تعالى ( ‏‏نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) ‏مقبلات ومدبرات ومستلقيات , في الفرج " أخرجه أحمد والترمذي من وجه آخر صحيح عن ابن عباس قال " جاء عمر فقال : يا رسول الله هلكت . حولت رحلي البارحة , فأنزلت هذه الآية , نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) أقبل وأدبر , واتق الدبر والحيضة " وهذا الذي حمل عليه الآية موافق لحديث جابر المذكور في الباب في سبب نزول الآية كما سأذكر عند الكلام عليه . وروى الربيع في " الأم " عن الشافعي قال : احتملت الآية معنيين أحدهما أن تؤتى المرأة حيث شاء زوجها , لأن " أنى " بمعنى أين شئتم , واحتملت أن يراد بالحرث موضع النبات , والموضع الذي يراد به الولد هو الفرج دون ما سواه , قال فاختلف أصحابنا في ذلك , وأحسب أن كلا من الفريقين تأول ما وصفت من احتمال الآية , قال فطلبنا الدلالة فوجدنا حديثين : أحدهما ثابت وهو حديث خزيمة بن ثابت في التحريم , فقوى عنده التحريم . وروى الحاكم في " مناقب الشافعي " من طريق ابن عبد الحكم أنه حكى عن الشافعي مناظرة جرت بينه وبين محمد بن الحسن في ذلك , وأن ابن الحسن احتج عليه بأن الحرث إنما يكون في الفرج , فقال له : فيكون ما سوى الفرج محرما , فالتزمه . فقال أرأيت لو وطئها بين ساقها أو في أعكانها أفي ذلك حرث ؟ قال : لا . قال أفيحرم ؟ قال لا . قال : فكيف تحتج بما لا تقول به . قال الحاكم : لعل الشافعي كان يقول ذلك في القديم , وأما في الجديد فصرح بالتحريم ا ه . ويحتمل أن يكون ألزم محمدا بطريق المناظرة وإن كان لا يقول بذلك , وإنما انتصر لأصحابه المدنيين , والحجة عنده في التحريم غير المسلك الذي سلكه محمد كما يشير إليه كلامه في " الأم " . وقال المازري : اختلف الناس في هذه المسألة وتعلق من قال بالحل بهذه الآية , وانفصل عنها من قال يحرم بأنها نزلت بالسبب الوارد في حديث جابر في الرد على اليهود , يعني كما في حديث الباب الآتي . قال : والعموم إذا خرج على سبب قصر عليه عند بعض الأصوليين , وعند الأكثر العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب , وهذا يقتضي أن تكون الآية حجة في الجواز , لكن وردت أحاديث كثيرة بالمنع فتكون مخصصة لعموم الآية , وفي تخصيص عموم القرآن ببعض خبر الآحاد خلاف ا ه . وذهب جماعة من أئمة الحديث - كالبخاري والذهلي والبزار والنسائي وأبي علي النيسابوري - إلى أنه لا يثبت فيه شيء . قلت : لكن طرقها كثيرة فمجموعها صالح للاحتجاج به , ويؤيد القول بالتحريم أنا لو قدمنا أحاديث الإباحة للزم أنه أبيح بعد أن حرم والأصل عدمه , فمن الأحاديث الصالحة الإسناد حديث خزيمة بن ثابت أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان ,
راجع فتح الباري بشرح صحيح البخاري .. كتاب تفسير القرآن .. باب ‏نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم

أبو قثم

mardi 4 août 2009

الحباة الاجتماعية الإسلامية ج 16



نكاح المرأة في الدبر


إذا سمعك المؤمن المسلم تذكر هذا البغاء فإنه يتعوذ من الشيطان الرجيم و يشمئز و يقول اللهم إنّ هذا منكر.

و إذا رحت إلى المحاكم الإسلامية تجد أن ثلثي طلبيات الطلاق من طرف النساء سببها غشيانهن من الدبر.

ذلك أنّ جذور هذا الفحش متأصلة في الأخلاق العربية و الإسلامية

فهذا الفعل البهيمي الشنيع يسمى في الأدبيات و الأخلاقيات الإسلامية ب: المذهب المالكي ، و المرأة التي تقيل به تسمى مالكية

و يعود سبب هذه التسمية إلى مالك بن أنس ، رحمه قنديل أرض الرمال ، الذي رويّ عنه جواز ذلك

فمن جملة ما سأله عنه هارون من المسائل ، مسألة إتيان المرأة من الدبر فقال: رَوى محمد بن سحنون و غيره جواز ذلك

و يُحكى عنه أنه قيل له في آخر عمره ، عندما خالفه كثير من فقهاء الأمصار في ذلك:

هلاّ رجعت عن ذلك؟؟

فقال:

كيف و قد سارت به الركبان؟؟

و لمحمد بن سحنون ، عنه ،في رسالة استدل فيها على جواز ذلك أيضا و قياسا في حديث فلانة عن عبد الرحمن بن القاسم بن مالك ، رحمه قنديل أرض الرمال ، عن نافع عن ابن عمر ، رضي رب الرمال عنه قال:

أتى رجل ( يذكر السيوطي ، مستندا إلى أبي داود و الترمذي أن هذا الرجل هو عمر بن الخطاب ـ تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ص361 دار العودة ، إسطنبول) إلى النبي (ص) فقال :

يا رسول الله، ،إني حوّلت الرّحل،

فقال:

نكحت امرأتي في دبرها

قال

فقرأ: نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم (البقرة 222)

قال

و نافع عند المحدثين ثقة لا شكّ فيه. قال : ولم يرد حديث يعارض هذا الحديث و لا يدلّ على نقضه.و قال : و أمّا القياس فهو بقوله،(ص)، في الحائض:

يُشَدّ إزارها و شأنك بأعلاها،

فأبيح ما دون الفرج من جميع الجسد و منع الفرجان بحكم الحيض. و إذا ارتفع الحيض استُبيح ما حُضر سببه منهما ، إذ لا تخصيص.

و أخرج أبو محمد عبد الحقّ بن عطية في كتابه(المحرز الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز)أن فرقة ممن فسّر قوله تعالى

فأتوا حرثكم أنى شئتم

ذهب إلى أن الوطء في الدبر جائز

قال

و أما سيبويه ف(أنّى) عنده تجمع معنى (كيف) و (أين)

قال

و رويت الإباحة فيه عن ابن أبي مليكة و محمد بن المنكدر ، و رواها مالك عن قدّ بن رومان عن سالم عن ابن عمر ، قال

و روى بعضهم إن رجلا فعل ذلك في عهد رسول الله ،(ص)، فتكلم الناس فيه، فنزلت هذه الآية

قال

و روي عن مالك شيء في نحوه ،و بالجملة فهي مسألة خلاف في النظر و متــفق عليها في أرض الواقع

إذ لا تخلو كتب الأخبار من نوادر و مقالات في هذا الباب

نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر أنه

رفعت امرأة قصّة إلى قاضي القضاة عبد الجبار بأنّ زوجها يأتيها في دبرها. فدعاه القاضي، و كان في حداثته غلاما له (للقاضي) ، فعرض عليه القصة،

فقال

نعم ، أنيكها في دبرها ، و ذلك مذهبي و مذهب القاضي

فخجل القاضي من قوله و لم يجبه بشيء

و رفع رجل إلى ابن سمحون قصة، و كان يتولى النظر في شؤون الرعية بنفسه؛ و كان في القصة:ابنتي تحبّ فلانا التركي ، و هو يسومها في دبرها.

فدعاه القاضي و قال:: ما هذا؟؟ و كان ذلك التركي مملوكا للقاضي ، فقال:

تعلم أني حملت ذلك من الناس، إذ هم ينيكوني في أستي ، ثمّ إلى خراي، ثمّ إلى بطني ، ثمّ حملت إليك فكنت تنيكني في أستي ، فما علمت أنّ هذا لا يفعلونه،

فخجل القاضي كلّ الخجل من قوله و قال للصهر

قم عافاك الله يا غافل

و في خبر آخر

قدمت امرأة زوجها إلى القاضي ، فقالت :

أعزّك الله ، إنّ زوجي هذا إذا قدّمت له الطعام ليأكل قلب المائدة و أكل على ظهرها

فقال القاضي

الطعام و المائدة له و البيت بيته ، فدعيه يفعل ما أراد

قالت

ليس هذا ما أعنبه إنّه لا يأخذ في الطريق المستقيم

قال

و ما عليك منه؟ دعيه يمشي حسب شأنه ، فإن الأرض كلها لله تعالى

قالت

ما هذا أردت إنّه ينيكني في أستي

فقال

و الله طيب و ايش بقي أحسن من هذا؟

فقامت المسكينة و قالت

قطع الله ظهرك بين القضاة ، ماذا أقول لزوجي بعد هذا؟؟؟؟

فهكذا نرى أن أكثر أخبار هذا البغاء تحكي عن القضاء و القضاة المسلمين

فأي قضاة هؤلاء الذين يقضون في أمور النيك و الأست

و أي قضاء هذا الذي بفصل في أمور قلة الحياء و العفة

و يقولون أن مجتمعهم مجتمع العفة و الحشمة و الأخلاق الفاضلة

رُوي عن وهيبة ابنة عمير التغلبية أنها قالت

النيك في الأســــت وتد العشـــق

و حدّثت امرأة لأخرى ، قالت لها :

لو دقت النيك في الأست لردّيت باب الحرّ

و سئل بعض الفقهاء عن إتيان المرأة في دبرها ، فقال :

إن الله تعالى يقول : نساؤكم حرث لكم ، و الأست مزرعة الفرج ، فمن حلّت له القرية حلّت له المزرعة

و من المحاكم كذلك

ارتفع إلى أبي ضمضم رجل و امرأته ، و في وجه المرأة خدش ، فذكرت أنه ضربها و شجّها.فقال الزوج:

أصلح الله القاضي ، هذه امرأتي تكذب، إنما ذهبت لأخذها في الأست على أربعة فوقعت على وجهها

فقال أبو ضمضم

يا هذه ، إنما كان مبدأ السبب من قِبلِك ، فكوني شدّي ركبتيك حتى لا تقعي على وجهك، فليس له عندي ذنب

و حتى يكون ختامنا مسك ، فلا مسك أحسن ممّا جادت به علينا قريحة همّام الشاعر

و مذعورة جاءت على غبر موع د تقنّصْتُها و النجم كاد يطلعُ

فقلت لها ، لمّا استمرّ حديثهـــــــا و نفسي إلى أشياء منها تطلـع

أبِيني لنـا هل تؤمنين بمالــــــــــك فـإنـــــي بحبّ المالكية مولــع

فقالت: نعـــــــــم ، إني أدين بدينه و مذهبــه عدل لديّ و مقنــــع

فبتنــــا إلى الأصباح ندعو لمـالك و نؤْثرٍه فيما احتسبنا و نتـــبع


أبو قثم